الطاعون

EGP145.00

نبذة عن الكتاب

عَلَى كُلِّ حالٍ، كانَ مُواطِنونا قَد بَدَؤوا في تِلكَ الفَترَةِ تَقريبًا في الشُّعورِ بِالقَلَقِ؛ إِذْ أنَّه ابتداءً مِن الثَّامِنَ عَشَرَ من أَبريلَ راحت المصانِعُ والمخازِنُ تَلفُظُ مِئاتٍ مِن جُثَثِ الفِئرانِ. في بَعضِ الحالاتِ كُنَّا مُضطَرِّين إلى إِنهاءِ حَياةِ الحَيواناتِ الَّتي كانَت حالَةُ احتِضارِها بَطيئَةً بأكثَرَ مِمَّا يُحتَمَلُ. لَكِن ابتِداءً مِن الأحَياءِ الخارِجيَّةِ حَتَّى وَسَطِ المدينَةِ، في كُلِّ مَكانٍ كان دكتور ريو يَمُرُّ فيه، في كُلِّ مَكانٍ كانَ أَهلُ مَدينَتِنا يَتَجمَّعون فيه كانَت الفِئرانُ تَنتَشِرُ مُتكَدِّسَةً أَكوامًا، في صناديقِ القِمامَةِ أَو في صُفوفٍ طَويلَةٍ في المجاري، تَناوَلَت صُحُفُ المَساءِ المَسألَةَ مُنذُ ذاكَ اليَومِ وسَألَت إذا كانَت البَلَديَّةُ تَعتَزِمُ أَمْ لا فِعلَ شَيءٍ حيالَ ذَلِكَ، وما هِيَ الإِجراءاتُ الضَّروريَّةُ العاجِلَةُ الَّتي تَنوي اتِّخاذَها لِحمايَةِ رَعاياها مِن هَذا الغَزوِ البَغيضِ. لَمْ تَكُن البَلَديَّةُ قَد اعتَزَمَت شيئًا، ولَم تَكُن تَنوي أَو تَتوقَّعْ شَيئًا عَلى الإِطلاقِ، لَكِنَّ مَجلِسَها بَدَأَ في الاجتماعِ مِن أَجلِ التَّشاوُرِ. صَدَرَ الأَمرُ لإدارَةِ مُكافَحَةِ الجِرذانِ بِجَمعِ الجِرذانِ المَيِّتَّةِ كُلَّ صَباحٍ عِندَ الفَجرِ. عِندَما يَتِمُّ الجَمْعُ تَقومُ عَرَبَتان تابِعَتان للإِدارَةِ بِنَقلِ الحَيواناتِ المَيِّتَةِ إلى مَصنَعِ حَرقِ القِمامَةِ؛ لِحَرقِها.

الكاتب آلبير كامو

ترجمة عاصم عبد ربه

دار النشر المحروسة

ISBN 9789773137946

حالة التوفر: 2 متوفر في المخزون

Shopping Cart